الشغف وتمكين ذوي الإعاقة

الشغف وتمكين ذوي الإعاقة

الشغف وتمكين ذوي الإعاقة

   يتطلب تحقيق أهدافنا وطموحاتنا امتلاك الشغف، فمن غير المبالغة القول إننا قد نجد أنفسنا، بدون هذا الشعور، غير قادرين على النهوض من السرير. فالشغف يمنحنا الرؤية والدافع الذي يدفعنا إلى الأمام. فما هو الدور الذي يلعبه في تمكين ذوي الإعاقة؟ 

   للإجابة على هذا السؤال، أجرت منصة "نون وشين" حوارًا مع نائب رئيس اللجنة البارالمبية العُمانية، أكرم المعولي، العضو في العديد من الجمعيات والاتحادات الخاصة بذوي الإعاقة في سلطنة عُمان، ورئيس مبادرة شغف.

   أشار المعولي في البداية إلى أبرز التحديات التي تُواجه ذوي الإعاقة، وهي جهل المجتمع بقضاياهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى صعوبة التوظيف وندرة فرص العمل. كما تطرق إلى غياب معايير الوصول الشامل وتهيئة المواصلات، مما يزيد من صعوبة اندماجهم في المجتمع.

   وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهها في مسيرته المهنيّة، أوضح أن أكبرها تَمثل في منح المسؤولين له مهام متساوية مع زملائه، رغم أنه لا يمتلك نفس الإمكانات والقدرات بسبب إعاقته. ومع ذلك، لم يستسلم، بل أظهر دقة عاليّة وإنتاجيّة تفوق توقعات الآخرين، وذلك بفضل شغفه لتحقيق النجاح.

   وصف المعولي الشغف بأنه "المحرك الأساسي لكل إنسان، ومن خلاله يَستطيع تحقيق كل الأشياء التي يطمح إليها، وهو يُساعد ذوي الإعاقة في تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم، ويمكّنهم من التفوق على الأهداف التي وضعوها". كما أكد على أهمية الاستمراريّة، واِتّباع الخطوات البسيطة المدروسة، المتناغمة مع الرؤية الواضحة.

   تَنبُع أهمية الشغف من قدرته على تعزيز الثقة بالنفس، فالأفراد الذين يمتلكون شغفًا قويًا يكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات، إذ يدفعهم إلى البحث عن الحلول بدلاً من الاستسلام. وهذه الديناميكيّة تخلق لذوي الإعاقة بيئة خصبة للنمو الشخصي، تحفزهم على ملاحقة ما يحبونه، وتعزز من شعورهم بالقيمة الذاتيّة، التي يدركون من خلالها بأنهم ليسوا مجرد متلقين للدعم، بل فاعلون في المجتمع.

   واكتساب ذوي الإعاقة للشغف يتطلب بيئة داعمة تعزز فضولهم وتسمح لهم بالتجربة. تبدأ هذه الرحلة بالتوجيه من الأهل والمعلمين الذين يُساهمون في اكتشاف اهتماماتهم، ومن خلال إنشاء مساحات تعليمية وتفاعلية. كما أن الحوار المفتوح حول الأهداف والطموحات يمكن أن يُلهمهم للغوص في مجالات جديدة.

   وختامًا، يُعد الشغف عنصرًا حاسمًا في تمكين ذوي الإعاقة، إذ يفتح أمامهم آفاقًا جديدة لتحقيق الذات والمساهمة الفعّالة في المجتمع. فالشغف ليس مجرد شعور عابر؛ بل هو القوة المحركة التي تقودهم نحو إمكانياتهم الكاملة، وتحقيق الإنجازات الملهمة التي تُساهم في تعزيز مكانتهم في المجتمع.