الاستغلال الوظيفي

الاستغلال الوظيفي

   إذا كنت من الأشخاص الذين طُلب منهم مرارًا وتكرارًا تجاوز حدود قدراتهم العقلية والجسدية من أجل تحقيق مصلحة العمل، وفعلت ذلك، ثم حصلت على الثناء فقط، ولم تحصل على أي شيء آخر، فهذا يعني أنك تعرضت للاستغلال الوظيفي! 

   الاستغلال الوظيفي أحد أشكال سوء استخدام السلطة في مكان العمل، من أجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين أو المؤسسة. وتتجلى أشكاله في المعاملة غير العادلة، كتحميل الموظفين أعباء وأعمال شاقة بشكل تعسفي، دون مراعاة ما إذا كان بمقدورهم تحمُّلها. ومن الأشكال أيضًا التنمر على الموظفين، سواء بطريقة مباشرة، أو من خلال حجب المعلومات والتقليل من إنجازاتهم أو نسبها لآخرين، واستبعادهم اجتماعيًا وعزلهم عن زملائهم وأنشطة المؤسسة.

   يؤثر الاستغلال الوظيفي بشكل سلبي على أداء الفرد، حيث يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والكفاءة والإنتاج. كما قد يتسبب في تضرر صحته العاطفية والجسدية والشعور بعدم الكفاية، وإهمال الهوايات وغياب الحياة الشخصية، وله آثار سلبية كبيرة على المؤسسة والموظفين والمجتمع ككل. فهو يسبب خسائر مادية، وإضعاف الثقة والنزاهة، إضافة إلى العواقب القانونية المترتبة عليه. فقد يواجه أصحاب العمل دعاوى مدنية من الموظفين المستغلَّين، والتي قد تنتج غرامات أو عقوبات. كما أن الممارسات الاستغلالية قد تؤدي إلى دعاية سلبية تضر بسمعة صاحب العمل.

كيف نتعامل مع الاستغلال الوظيفي؟

   بدايةً، يجب أن نستوعب فكرة أننا نعمل من أجل العيش، وليس العكس! ولكن، للأسف الكثير لا يدرك هذه الحقيقة!

   إذا شعرت بأنك تتعرض للاستغلال في مكان عملك، فمن المهم أن توثق تلك الحوادث بدقة. بعد ذلك، يمكنك طلب التوجيه من قسم الموارد البشرية أو من مشرف موثوق به. كما أنه من المستحسن استكشاف الموارد المتاحة مثل برامج مساعدة الموظفين أو الاستشارات القانونية.

   وهناك عدة طرق تساعدك على تحسين جودة حياتك أثناء العمل في وظيفة استغلالية. أولها معرفة حقوقك والتخلص من الأفكار الضارة التي تجبرك على العمل بغض النظر عن الظروف. كما ينبغي عليك وضع الحدود في العمل، فإذا لم تستطع القيام بأعمال إضافية أو في أيام العطل، فليس هناك ما يمنعك من رفض ذلك بكل سهولة.

   ومن جانب المؤسسات، هناك حاجة ملحة لتعزيز سياسات الحوكمة والرقابة الداخلية، وتطوير قنوات الإبلاغ عن المخالفات، والالتزام بقوانين العمل ومعاملة الموظفين بشكل عادل. هذه الخطوات الاستباقية ستساعد في خلق بيئة عمل آمنة ومنتجة، مع معالجة مخاطر القضايا القانونية.

  في الختام، إن التحقق من وجود أي علامات للاستغلال في مكان العمل أمر بالغ الأهمية. حيث يسمح هذا التشخيص باتخاذ الإجراءات الصحيحة والسعي للحصول على الدعم المناسب من الجهات المختصة. وبالتالي، إيجاد بيئة عمل صحية وآمنة للجميع.