نساء عدن يواجهن التحديات | نماذج واقعية

نساء عدن يواجهن التحديات | نماذج واقعية

نساء عدن يواجهن التحديات 

   تشهد مدينة عدن حضورًا اجتماعيًا بارزًا للنساء، رغم جميع الظروف والتحديات، الأمر الذي يؤكد على كفاءتها في تولي المناصب المختلفة، وبأنها الأكثر اجتهادًا، وقدرة، واجتيازًا لجميع المصاعب، رغم القيود المجتمعية التي فُرضت عليها، ولازالت.

   تقول رشا أمير (مهندسة): اعمل يوميًا سواء داخل المنزل أو خارجه، واحرص على تطوير مهاراتي في جميع المجالات، وخاصة في الإعلام. اواجه العديد من الصعوبات، منها أنني في الشهور الأ خيرة من الحمل، إلا أنه بالاصرار، اصل دومًا إلى ما اسعى إليه ".

   يجب أن تستعيد المرأة العدنية جميع أدوارها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وأن تكون عضوًا فاعلاً في صناعة القرار والسلام، وفي بناء الدولة، فذلك ما تستحقه، وستصل إليه حتمًا، حتى وإن غابت الكيانات السياسية التي تؤمن بذلك.



وتقول أم عمرو: أنا أرملة، أستشهد زوجي في الحرب، كان يزاول العمل الخاص، وما أن توفى حتى أنقطع الدخل عن الأسرة، حينها شعرت بأن "القيامة قامت عليا ". 

   سكنت مع عائلة زوجي؛ وهي أسرة كبيرة، حلمت وتمنيت دومًا أن استقلّ وأبنائي عنهم، إلا أنها كانت فكرة مستحيلة، فلم أكن أملك حتى أثاثًا للمطبخ. 

   ورغم ذلك قررت أن أغير حياتي، واستَقلّ عن أسرة زوجي، بأن أتوكل على الله، وأبذل الأسباب لتحقيق ذلك.

   ماهي الخطوة الأولى التي اقدمتِ عليها؟

   بدأت الخروج للمسجد، بعد أن كنت في شبه عزلة عن الناس، وبدأت بحفظ القرآن الكريم، وأمسكت حلقة بالمسجد، ومنها حصلت على راتب بسيط - باعتبار أنني لم اتخرج بعد - قمت بعد ذلك بتأثيث المطبخ، واستقلّيت جزئيًا في بيت العائلة، لكنني لم أشعر بالراحة، لذلك سعيت أن يكون لي بيتًا مستقلاً، فقدمت أسمي لدى المنظمات، للحصول على دورات في الخياطة، وهو ما حدث، حيث ترشحت لإحداها، وكانت برعاية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. 

   درست الدورة وحصلت على ماكينة خياطة، في البداية خِطْت الجلابيات، لكنني لم أستفد منها، فأنتقلت لصنع الكمامات في أيام كورونا، والتي حققت منها الأرباح، تمكنت من خلالها الحصول على أرضية صغيرة في الجبل، بدأت فيها البناء واكملته بفضل الله.

في النهاية، ما هي الإنجازات التي حققتها أم عمرو وهي فخورة بها اليوم؟

   أملك وأبنائي اليوم منزلاً خاصًا بنا، نسكن فيه منذ عام تقريبًا. وأعمل حاليًا معلمة للقرآن، الذي أكملت حفظه، وحصلت على شهادة التخرج (الحمد لله رب العالمين). ولدي عزيمة قوية أن يكون لي في المستقبل مشروع خاص بي.

وعن دلال: لدي ثلاثة أبناء؛ أكبرهم فتاة في الثالثة عشر من عمرها، وأخرى في الحادية عشر، وأبنًا في السابعة من عمره.

   توفي والدهم منتحرًا، بسبب اضطرابًا نفسي، بعد وفاته اخرجني أهله من البيت. اضطررت للبحث عن منزل، والحمد لله وجدت واحدًا، تقاسمت إيجاره مع أخي، حيث لم يكن بمقدوري العيش بمفردي، لطبيعة المجتمع الذي لا يسمح بذلك.

   كيف استطعتِ تحمل المسؤوليات المعيشية وإعالة أبنائك؟ 

   عملت - ولازلت - مع بائع فراولة، يكلفني بتقشيرها، وأتقاضى الأجر على ذلك، إلى جانب مرتب زوجي البسيط.

ما هو الإنجاز الذي تشعر دلال أنها حققته رغم المعاناة التي عايشتها؟

   تمكنت من تربية ثلاثة أبناء بالرزق الحلال، حققوا جميعهم النجاح والتفوق، وبسبب ذلك يدرسون مجانًا في أفضل المدارس. استطعت ايضًا أن أخرج أبنائي من حالة الاكتئاب التي دخلوا فيها بعد وفاة والدهم رغم صعوبة ومشقة ذلك، كانوا منطويين ومنعزلين عن الناس. عملت جاهدة حتى أكون لهم الأب والأم.  والحمد لله وقف أهلي إلى جانبي.