وضاح مراد باصالح... سيرة عطرة ورحيل موجع

وضاح مراد باصالح... سيرة عطرة ورحيل موجع
في صمتٍ يشبه صوته الهادئ، رحل وضاح مراد باصالح، الشاب الذي كرس سنوات من حياته لحماية الآخرين، في فضاء لم يكن دومًا آمنًا، فهو لم يكن مجرد مهندس تقني، بل كان جنديًا مجهولًا في محاربة الابتزاز الإلكتروني؛ واقفًا دون أن تُسلط عليه الأضواء، ومحاربًا بصبرٍ واحتراف، ليقدم العون لمن لا يملكون صوتًا، خاصة من النساء والفتيات.
ينتمي وضاح إلى أسرة عدنية أصيلة، وتربى على يد نساء زرعن فيه قيم النبل، والبذل في الخفاء. لم يكن حضوره محصورًا بشاشة، بل كان امتدادًا لأثره، يتنقل بين المشاريع الرقمية والبرامج السمعية والبصرية الناشئة، يساند، ويطور، ويمنح من خبرته، حريصًا على رفع مستوى المحتوى الرقمي المحلي.
آمن أن "قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته"، فترك ما يكفي من الأثر ليبقى حيًّا في ذاكرة كل من عرفه، أو حتى مر بأسمه في رسالة مساعدة على وسائل التواصل. وكان آخر مشاريعه تطوير أداة ذكية تساعد المهتمين بالتقنية في الحصول على إجابات دقيقة وسريعة، محاولة منه لاختصار المسافة بين الحاجة والمعرفة.
لم يكن يخبر أحدًا عن متاعبه، وكان آخر ما نُقل عنه فرحه بالحصول على فرصة عمل خارج البلاد، حالمًا بحياة أكثر استقرارًا. لكن الحلم انكسر، بعد معاناة صحية تلت عملية دقيقة، لتفقد عدن واحدًا من خيرة شبابها.
وداعًا يا وضاح... منحت الحياة قيمة، فخلدك الأثر.