ظروف قاهرة وتعليم يزداد سوء
ظروف قاهرة وتعليم يزداد سوء.
يعيش قطاع التعليم في اليمن أزمة حقيقة خصوصًا في فترة ما بعد الحرب ،حيث تسبّبت الحرب في انقطاع الأجور الشهريّة للمعلّمين، ما أدّى إلى ترك المعلمين للمدارس ،إضافة إلى ذلك و بحسب دراسة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي أن ذلك يعود أسبابه الى الميزانيات المحدودة التي تخصصها الحكومات لقطاع التعليم، وغياب الفلسفة التعليمية والاستراتيجية الواضحة، وضعف الهيكل التنظيمي والبنى التحتية والتجهيزات المدرسية، وتخلف مستوى المناهج المدرسية، واعتمادها بشكل كبير على حفظ المعلومات وتلقينها للتلميذ عن ظهر قلب دون تحليلها أو فهمها، وغياب المواد التي تنمي الحس النقدي لديه، وتمكنه من أسلوب تفكير وتحليل منطقي.
ولا تتوقف أسباب انهيار التعليم هنا فقط ، بل وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي حذرت من أن 12 مليون طفل في الشرق الأوسط محرومون من التعليم بسبب الفقر والتمييز الجنسي والعنف.
يعد الفقر وإنعدام الأمان وإنعدام البنية التحتية من أبرز التحديات التي تواجه التعليم في أغلب البلدان خصوصا تلك التي تشهد صراعات ، ولا تعد تلك التحديات محصورة على الطالب ، بل تشمل عائلته والكادر التعليمي كونهم الشيء الذي ترتكز عليه العملية التعليمية في المدارس .
إضافة الى ذلك يعتبر عدم القدرة على تحمل تكاليف التعليم في جميع مستوياته هو أحد أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب ، أيضا عدم مقدرتهم على تحمل تكاليف المواصلات خصوصا في المناطق الريفية كون مراكز التعليم تبعد مسافات عن المناطق السكنية .
إن العلاقة بين التعليم والفقر والعنف قوية جدا، كون الفئات التي تنشأ في بيئة فقر هم أكثر عرضة إلى انخفاض مستويات التحصيل العلمي وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في الحصول على عمل مما يؤدي إلى الفقر .
تعاني مراكز التعليم في بعض مناطق البلاد من نقص حاد في التمويل، وغياب الموارد الضرورية لتوفير تعليم عالي الجودة، ولخلق بيئة تنعم بتعليم جيد لابد من أساس جيد وبنى تحتية كفيلة بسد أعداد الطلاب في عموم البلاد اضافة الى توفير رواتب المعلمين والكادر المدرسي وتحسين أوضاعهم وتوفير كل احتياجات المدارس من أثاث مدرسي وكتب مدرسية وغيره .
إن الإهتمام بالمنظومة التعليمية هو بداية الطريق للإزدهار بالبلدان وتأسيس جيل قوي متماسك متعلم يدرك أهمية العلم وكيف ينهض بوطنه ويساهم في بناءه،
و اذا اهتمت الدولة بالتعليم سينشأ جيل يعمل ، وبهذا ستقل نسبة البطالة وتقل نسبة الفقر الذي يعاني منه أغلب سكان اليمن خصوصا في ظروف ما بعد الحرب.