الابتزاز الإلكتروني في اليمن

الابتزاز الإلكتروني في اليمن

الابتزاز الإلكتروني في اليمن

 يَنتشر الابتزاز الإلكتروني في اليمن بشكل مخيف -خاصة في صنعاء، وعدن، وتعز، وإب- حيث وصلت ضحاياه من النساء إلى أكثر من ثلاثة آلاف حالة، تم استدراجها أما عن طريق اختراق وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر استخدام عصابات نسائيّة، مهمتها الحصول على صور للضحايا.(1) 

أشارت إحدى التقارير الحقوقيّة أن غياب الوعي الرقمي، السبب الرئيس في تفشي الظاهرة في اليمن، وضاعف من تداعياتها وضع المرأة دائمًا في دائرة الاتّهام، حتى وإن كانت الشواهد والقرائن تثبت براءتها، (2) حيث يَميل أغلب المجتمع اليمني إلى عدم التعاطف مع الضحيّة، (3) التي تُصاب بعدة اضطرابات نفسيّة، تؤدي بها إلى التفكير بالانتحار، أو الإقدام عليه. (4)

   وهنا التقت(منصة نون وشين) مع عدة مختصين في القانون اليمني، لمعرفة موقفه من الابتزاز الإلكتروني، والذين أظهروه على النحو التالي: 

   - لا يوجد "نص صريح" يُحدد موقف القانون من الابتزاز الإلكتروني، ولكن عقوبته تندرج ضمن المادة (312)، وهي الحبس لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، أو دفع التعويض المادي للضحيّة.

   - يَختلف وضع المرأة عن الطفلة في أن الأولى تكون دائمًا في دائرة الشبهة، لوجود أجهزة يصعب اختراقها مثل الآيفون، فضلًا على أنها تكون في العادة هي من أرسلت المادة التي تُبتز بها، مثل الصور ومقاطع الفيديو.

   - تُحدد مدة العقوبة حسب نوع الابتزاز ومكاسبه؛ فالنوع المعنوي يعتبر الأشد ضررًا، لارتباطه بـ (الشرف، وهتك العرض، والدعارة، والفعل الفاضح).

   - هناك مشروع قانون تم دراسته في عام 2006(وسائل الأثبات الإلكتروني)، إلا أنه لم يخرج إلى النور، بسبب ضعف الإمكانات التي تتطلبها عمليّة تطوير الأنظمة القانونيّة. 

   - وفيما يخص تقديم البلاغ، في حالة إذا كانت الضحيّة للابتزاز الإلكتروني طفلة، يُقدم "البلاغ" إلى الإدارة العامة لرعاية الأسرة، في وزارة الداخلية. أما إذا كانت امرأة -وايضًا الطفلة- تستطيع أن تلجأ إلى قسم الشرطة، ثم تُقدم شَكوى للنيابة العامة، تُبين فيها نوع الابتزاز الذي تَعرضت له.

   لوهلة، أعطى لنا ما سبق انطباعًا جيدًا حول تعامل الدولة مع جرائم الابتزار الإلكتروني، إلا أن الواقع يوحي عكس ذلك، والدليل تطور أرقام ضحايا الابتزاز الإلكتروني، والذي يَعود إلى ضعف تنفيذ القوانين ونفاذها على مرتكبي الجريمة، وخاصة إذا ما كانوا من ذوي النفوذ السياسي أو الاقتصادي، ايضًا تَفتقد الجهات المختصة إلى مقومات التعامل مع الضحايا، حيث تُواجه المرأة  الأهانة والتشكيك حول مصداقيتها، فضلًا على اعتبارها سبب رئيس فيما تعرضت له، دون الاستدلال بأية أدلة أو حجج تُثبت إدانتها، إلى جانب أن هذه الجهات لا تُقدم آلية الدعم والحماية للمجني عليهم، ولا تضمن تلقيهم للدعم النفسي، الذي انعدامه يؤدي إلى عواقب وخيمة، أبرزها "الانتحار".


(1). آلاف النساء في اليمن ضحايا الابتزاز الالكتروني ... https://youtu.be/UY7JdST7TUw الاثنين 15 مايو 2023، 7:15م.
(2) تقرير حقوقي : تفشي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في اليمن نتيجة لغياب الوعي الرقميalmawqeapost.net/new. الثلاثاء 16 مايو 2023، 8:14 م.
(3). Cybercrime and Blackmail: Yemeni Girls Threatened ... https://daraj.media/en/85062/ Sunday, May 14, 2023, 12:49 pm. 
(4) تقرير حقوقي : تفشي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في اليمن نتيجة لغياب الوعي الرقمي.