واقع وتحديات الرياضة النسويّة في اليمن
واقع وتحديات الرياضة النسويّة في اليمن
تَحظى الرياضة النسويّة بقبول واسع في جميع أنحاء العالم لما لها من فوائد صحيّة، وتعتبر وسيلة لتحسين نوعية حياة المرأة من خلال تعزيز ثقتها بنفسها، وزيادة قدرتها على الحركة والإنتاجيّة، وهي مؤشر على التكافؤ بين الجنسين في المجتمعات الحديثة.
تُواجه الرياضة النسويّة في اليمن العديد من العَقَبات والتحديات بسبب التقاليد من جهة، ومن جهة أخرى، قلة الإمكانيّات والظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. ولمعرفة واقع ووضع الرياضة النسويّة حاضرًا، وللإجابة عن ما هي أهم التحديات التي تواجهها، وإمكانية تطويرها، كان لنا لقاء مع شخصيّتين بارزتين في المجال الرياضي في اليمن.
بداية، كان مع صفاء عبد الله الشعوبي رئيسة اللجنة النسائيّة في اتّحاد كرة القدم اليمني، تقول: "أعمل في المجال الرياضي منذ خمس وعشرون عامًا؛ تندرج بين لأعبة، وحَكَم، ومدربة، وإدارية رياضيّة". وتكمل: "فيما يخص الحديث عن واقع الرياضة النسويّة في اليمن حاليًا - سواء المنظم أو الرسمي - فهو مؤلم ومُنعدم، فليس هناك إلا ممارسات ضئيلة جدًا، وغير منظمة، أو صورية فقط، أما فعاليات وأنشطة فعليّة للأسف لا يوجد".
وأشارت: "المرأة اليمنيّة في أمس الحاجة للمارسة الفعليّة للرياضة، لما لها من فوائد إيجابية على الصحة النفسيّة والبدنيّة (..) تُمثل المرأة نصف المجتمع، ويقع على عاتقها تربية الأجيال، ومساندتهم، وإعانتهم في تجاوز الأيام والظروف الصعبة، ولا يمكنها أن تؤدي هذه المهام، وهي تفتقد لأقل المقومات (الصحيّة، والبدنيّة، والمهاريّة، والذهنيّة)، لاسيما في ظل وجود العادات السيئة التي تنتظرها، وتمثل لها البديل "الجاهز" سهل المنال في مجتمعنا، مثل: تناول القات والتدخين اللذان أصبحا في الآونة الأخيرة خطرًا متفشيًا بشكل مخيف، ولهما عوائد خطيرة خصوصًا لدى الفتيات صغار السنّ، ولو كانت الرياضة النسائيّة متوفرة ومتاحة لما وصلنا إلى هذا الواقع المؤلم".
وفي الرد على سؤال ما هي التحديات التي تواجه الرياضة النسائية في اليمن، تقول الشعوبي: "الصعوبات كثيرة ومتعددة، منها غياب الأماكن المخصصة والمجهزة لممارسة الأنشطة الرياضيّة، حيث لا يوجد إلا القليل منها، تتبع القطاع الخاص، برسوم ماليّة مرتفعة، وهي غير متاحة إلا لشريحة ضيقة من المجتمع، نظرًا للأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، ومن التحديات ايضًا، أنه لا تتم ممارسة الرياضة النسائيّة إلا بشكل محدود، أو مقصور على التخسيس وإنقاص الوزن، ويعود ذلك بسبب قلة النوادي والملاعب، وعدم التثقيف والتوعيّة العامة بفوائد ممارسة الرياضة، وتهميش حصص التربيّة الرياضّية في المدارس".
طالبت الشعوبي بوجوب حل تلك المشكلات، وتنشيط دُور الرياضة المتنوعة، وإيجاد الملاعب والمرافق المخصصة لها، وأكدت على أهمية التثقيف والإرشاد الإعلامي، وبوجوب الاهتمام بالرياضيين، ووضعهم في الأماكن التي تناسبهم. وأختتمت حديثها بـ: "إتاحة المجال للمرأة بأن تُمارس الرياضة يحقق فوائد كبيرة للمجتمع؛ فأنت تبني فيه أم وأخت وأبنة خالية من الأمراض والعلل، قادرة على أن تجاري الحياة بقوة، فما زرعناه اليوم نحصدهُ غدًا".
وحول إمكانية تطوير الرياضة النسويّة في اليمن، يقول أمين عام اتّحاد كرة القدم- عدن أحمد الحسني، في حديثه مع (نون وشين)، "كما تعرفون البَلد يمر بظروف اِستثنائية، مما شغل الحكومة - الممثلة برئيس الوزارة - عن الاهتمام بالرياضة النسويّة، وبقطاع الشباب والرياضة بشكل عام، رغم أن ذلك من الأولويات". ويكمل: "وإذا ما نظرنا إلى جهود وزارة الشباب والرياضة بإمكانياتها المتاحة، فإنها تُسير النشاط، حيث هناك قطاع خاص بالمرأة، ويوجد كادر رياضي، وخبرة، إلا أن الإمكانيات الضعيفة تظل عائقًا أمام تطور القطاع".
وأختتم الحسني: "نأمل أن يكون هناك توجه حكومي للاهتمام بالرياضة والشباب، وأن يكون من الأولويات، بما فيها الرياضة النسويّة، حتى وإن بدأت بالألعاب الخاصة والمناسبة للمرأة، والآن لدينا في أكثر من محافظة كلية التربية الرياضيّة، التي بإمكان الفتيات الالتحاق بها، لتأهيل كادر متخصص يعمل فيما بعد في المدارس والأندية".