مساعدة الفساد

مساعدة الفساد

مساعدة الفساد..!

   انتشرت في الآونة الأخيرة عدة فيديوهات تُظهر توقيف رجال المرور لبعض السيارات وأخذ بعض الجبايات بغير وجه حق. لكن ما يثير الدهشة ليس ذلك فقط، بل عندما تدخل إلى تعليقات الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، لتطلع على آراء الناس!

   الكثير من الناس تؤيد تصرف رجال المرور، على الرغم من أنه لا يحق لرجل المرور إلا إعطاء مخالفة لمالك السيارة، وليس أخذ المال بغير سند. مع ذلك، تقرأ تعليقات تُساعدهم على الاستمرار في هذا الفعل، مثل:
- "رواتبهم ضعيفة!" 
- "عادي، قدهم يستلموا متأخر!"
بل ويُبرر هذا بأنهم بدون رواتب!

   وعلى أرض الواقع، عندما يريد رجل المرور التنقل من مديرية إلى أخرى، لا يدفع أجرة الراكب، بحجة أنه يمثل الدولة وأنه صاحب السلطة، وقد يهدد مالك الباص ويعرقل معاملاته بشأن الرخصة أو اللوحة!

   الغريب أن فئة كبيرة تقف إلى جانب رجل المرور، معتبرين إياه يمثل الدولة وينظم حركة المرور. وإذا تم تبرير فعلته، سيقول الشرطي والدكتور والمحامي والقاضي وجميع من هم موظفون مع الدولة إن رواتبهم أيضًا متأخرة، ويحق لهم أخذ المال أثناء المعاملات الحكومية.

   إذاً، ما هو الحل؟ 
   الحل بسيط جدًا: كن أكثر وعيًا ولا تبرر الفساد بأي صورة كانت، لأن حتى إذا كنت ميسور الحال وأعطيت أحدهم المال، ولنقل بنية الصدقة، وتكرر الفعل كثيرًا حتى أصبح مصدر دخل له، سيعتقد الفاسد أن هذا أصبح حقًا له. بل إن ردعه عن الفعل سيُعتبر وقوفًا في وجه الدولة والقانون!

محمد الضنبري