عزت وجدي... من عدن إلى صدارة الإعلام الرقمي

عزت وجدي... من عدن إلى صدارة الإعلام الرقمي

عزت وجدي… من عدن إلى صدارة الإعلام الرقمي

   يُعد عزت وجدي من أبرز رواد الإعلام الرقمي وصناعة الأفلام الوثائقية في العالم العربي. وُلد في مدينة عدن، وبدأ رحلته الإعلامية من مسجد الإحسان في حي كريتر في 2008، حيث تولّى توثيق الأنشطة المجتمعية بكاميرا بسيطة، قبل أن يُطلق“كريتر ميديا” منتجاً أعمالاً وثائقية وكليبات إنشادية، وموثقاً لوقائع الحرب في اليمن لصالح قنوات محلية ودولية.

   لاحقاً، التحق بمنصة AJ+ عربي التابعة لشبكة الجزيرة، حيث برز في تقديم قصص رقمية قصيرة قدّمت موضوعات اجتماعية وإنسانية بزاوية مبتكرة، قبل أن يُطلق برنامجه الخاص “عزت على سفر”، الذي اصطحب فيه الجمهور في رحلات ميدانية حول العالم لرواية قصص الناس والثقافات بأسلوب بصري مشوّق. وأنتج خلال هذه الفترة أكثر من ألف قصة رقمية.

   من أوائل أفلامه الوثائقية فيلم "عدن والأربعون تغريدة" الذي عُرض ضمن مهرجان الجزيرة الدولي، وتلاه لاحقًا "خارج الصورة" الذي صوره في ماليزيا، ووثّق معاناة الصحفيين اليمنيين في المنفى، وقد نُقلت أعماله إلى مهرجانات دولية ونالت إشادة نقدية.

   خلال كل هذه الفترة، بالتوازي، ظل يدير منصة “ناس عدن”، وهي مبادرة رقمية مستقلة توثق التراث الشفهي والذاكرة البصرية لمدينة عدن. لاقت المنصة تفاعلًا واسعًا، وترشّحت في هذا العام لجائزة Shorty Awards العالمية عن فئة أفضل حضور على إنستغرام، إلى جانب مؤسسات كبرى مثل الجزيرة وناشيونال جيوغرافيك.

   وإلى جانب عمله الإبداعي، يعمل وجدي مدرّبًا معتمدًا في معهد الجزيرة للإعلام، حيث يقدّم دورات في السرد القصصي وصناعة المحتوى الرقمي.

   وفي عام 2023، انتقل إلى الولايات المتحدة ليشغل منصب مدير تحرير لمنصة رقمية، تستهدف جيل زد في شبكة MBN الإعلامية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، مضيفًا بُعدًا دوليًا جديدًا إلى مسيرته.

   يحمل درجة الماجستير في الدراسات الإعلامية من جامعة مالايا، وبكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة عدن.

   تُجسد مسيرة وجدي الممتدة من عدن إلى واشنطن، ومن مسجد صغير إلى المنصات العالمية، قصة ملهمة تؤكد أن الشغف يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في وعي المجتمعات.