الحرب و تفكك الأسرة اليمنية

الحرب و تفكك الأسرة اليمنية 

في ظل ما تعيشه البلاد منذ سنوات ، من حرب وتهجير ونزوح ، ادى ذلك إلى ظهور مشاكل عدة يصعب حصرها، حيث أثرت الحرب بشكل كبير على مستوى ترابط الأسرة اليمنية ، مما أدى تفاقم ظاهرة التفكك الأسري .

يعتبر التفكك الأسري أحد أخطر المشاكل في المجتمعات كونه يؤثر بشكل سلبي على جميع أفراد العائلة ونخص بالذكر الأطفال كيث تؤثر هذه الظاهرة على الصحة العقلية لديهم ويؤدي ذلك إلى ظهور سلوكيات عدوانية تؤذيهم وتؤذي من حولهم. 

حيث يُعرف التفكك الأسري بأنه حالة من عدم الإستقرار والإضطراب العاطفي لدى أفراد الأسرة ،مما يؤدي إلى تزايد المشكلات بين الأبوين وقد يمتد تأثيرها إلى الأبناء، وذلك عبر تعنيفهم أو الصراخ عليهم نتيجة الضغوطات الناتجة عن تلك المشكلات، وهذا ما يجعل الأبناء يشعرون بالخوف وعدم الثقة.

إن لتفكك الأسرة أسباب عدة ولا يمكن حصرها هنا ،ولكن أهمها هو إنفصال وطلاق الوالدين ،أو موت أحدهم ، الأمر الأخر غياب أو إغتراب رب الأسرة، بالإضافة إلى سيطرة التكنولوجيا على الأبناء وقد يهتم أحد الوالدين أو كلاهما باستخدام التقنيات الحديثة والبعد عن الأبناء أو الاهتمام بهم وباحتياجاتهم .

وقد ينتج عن ذلك أثارًا سلبية عدة ، حيث يواجه الطفل الذي يتربى في أسرة مفككة صعوبة في التواصل والتفاهم مع والديه والمجتمع بشكل عام ، ويعاني من فقدان الثقة والهلع المستمر ،نتيجة لذلك قد يقع الطفل عرضة للاستغلال والإبتزاز من قبل أشخاص سيئين .

بالإضافة إلى شعور الأبناء بعدم الإنتماء للعائلة حيث يعتبر ذلك من أبرز مخاطر التفكك الأسري . ويليه الشعور بالنبذ وعدم الاستقرار مما يجعل الطفل يشعر بأن عائلته لا تتقبله ولا ترغب في التعامل معه ومن ثم تدني مستواه التعليمي والاجتماعي لأنه يشعر بأنه منبوذ.

إن من الضرورة إحتواء كل تلك الآثار ومعالجتها بشكل صحيح من قبل الوالدين وذلك من خلال التواجد المستمر للوالدين مع الأبناء وسماعهم والإصغاء لكل شيء متعلق بأبناءهم ، بالإضافة إلى المشاركة بين كل أفراد الأسرة وإنجاز المهام المنزلية بشكل جماعي وقد يعزز ذلك روح الفريق لدى الأسرة .

إن من المهم جدًا تشارك النصائح والدعم النفسي للأبناء ، كون هذا يقع على عاتق الوالدين لمعالجة مشكلة التفكك الأسري ،

وقد يساعد ذلك على تعزيز روح الفريق، ويُنصح أيضًا بدعم أفراد العائلة في المواقف الجيدة والسيئة، من خلال مشاركتهم إنجازاتهم والوقوف دائمًا مع أبنائهم.