عزوف الشباب عن الحرِف اليدوية

عزوف الشباب عن الحرِف اليدوية

عزوف الشباب عن الحرف اليدوية

تُعد الحرف اليدوية من أهم القطاعات الإنتّاجية، وخيارًا إنمائيًا مُستدام، حيث تساهم بدور فعال في التنمية الاِقتصادية، والاِجتماعية، والثقافية، حيث تقدم العديد من الأدوار الإنمائية، من خلال توفيرها لفرص العمل - خاصة للنساء وذوي الاِحتياجات الخاصة - والتخفيف من الفقر، وحماية التراث اللامادي، والهُوية الوطنية، وقد تصل مساهمتها في الدخل الإجمالي الخام إلى 10%.

   يتميز اليمن بتعدد صناعاته الحرفية - حسب المواد الخام، وطبيعة كل منطقة - التي يعمل فيها حوالي %41 من إجمالي عدد المشتغلين في قطاع الصناعات التحويلية، إلا أنها تأثرت مثل غيرها من القطاعات الاِقتصادية، بسبب النزاع القائم منذ سنوات، وتدهور الأوضاع العامة في البلاد، التي أدت إلى:
- قصور أداء الجهات المعنية بالتراث الشعبي. 
- صعوبة الحصول على المواد الأولية، لتكاليفها الباهظة.
- مشقة النقل،  بسبب الأوضاع الأمنية.
- ضعف أسواق الصناعات الحرفية، لارتفاع اسعارها، وغياب السواح.
- عدم تقديم أي تسهيلات، أو مزايا للحرفيين، تُتيح لهم الحصول على المواد الخام، أو تعفيهم من الضرائب، أو تساعدهم حتى في تسديد فواتير الكهرباء.

   ولمعرفة المزيد من أسباب عزوف الشباب عن الحرف اليدوية، أجرت (منصة نون وشين) حوار مع هاشم عبد الله، أحد العاملين في المجال، الذي يقول: " توجد في اليمن العديد من المواهب الحرفية، إلا أنه لا يوجد مؤسسات تعليمية، تقدم لها الدعم، لتطويرها، وإخراجها للمجتمع، ومن ناحية أخرى، هناك بعض الشباب القادر على اِمْتهان مجال الحرف، إلا  أنه لا يستطيع توجيهها ثقافيًا، بسبب الأسرة نفسها، التي تقمع مثل هذه المواهب، أما باعتبار أن جميع الفنون خروجًا عن الدين، أو بسبب الطبقية الاِجتماعية؛ العمل الحرفي يخص الفئات الدونية في المجتمع؛ النظرة الموجودة حتى الآن في جميع مناطق اليمن" ... ويكمل: "وهناك أسباب أخرى، منها غياب التربية الجمالية "بشكل عام" في المؤسسات التعليمية، التي وإن وجدت تقتصر على "تلميحات" لا كمناهج، حال الدول الأخرى. أيضًا، استيراد منتجات حرفية "مستنسخة" من الصين، بأسعار وجهد أقل، الأمر الذي أدى إلى ضرب الصناعات الحرفية المحلية في اليمن".

   أدت هذه الأوضاع إلى عزوف الشباب عن العمل الحرفي، وغياب رؤوس الأموال الداعمة له، وتراجع المشاريع التنموية والإنتاجية، وتفاقم مشكلة البطالة.

   وحول الحلول الممكنة لحماية الصناعات اليدوية من الزوال،  يقول هاشم: "الحل بيد الدولة ومؤسساتها؛ بنشر الوعي، ورعاية الموهوبين في هذا المجال".

    إلى جانب ذلك نؤكد على أهمية توثيق الحرف اليدوية وتوصيفها، وعلى دور المبادرات المعنية بمساعدة الحرفيين - بالمشاركة مع المنظمات (المتخصصة بالتراث الثقافي) - في تعزيز إمكانيّات معاملهم، والتسويق لمنتجاتهم. ووجوب تفعيل قرار مجلس الوزراء بشأن منع استيراد المنتجات الخارجية، وسن القوانين والتشريعات اللازمة للحفاظ على الحرف اليدوية "المحلية".

 

 
   المراجع:
   (1). الحرب تعرض الصناعات اليدوية التقليدية للاندثار في محافظة الحديدة
إقتصاد
https://almushahid.net/33623/.

(2). حرف تصارع من اجل البقاء 
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=74127

(3). الحرف اليمنية .. حضارة تندثر
30 مارس، 2014
https://www.alhawyah.com/news/news/6604.