الأفلام اليمنية: رؤية فنية للواقع والتغيير
الأفلام اليمنية: رؤية فنية للواقع والتغيير
شهدت السينما اليمنيّة تنوعًا استثنائيًا في أعمالها -سواء كانت روائيّة أو وثائقيّة- التي ساهمت بشكل كبير في كشف الستار عن واقع الحياة في اليمن، حيث ركّزت على أوضاع المجتمع السياسيةّ والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتحديات الكبيرة التي تواجهه، بما في ذلك قضايا زواج القاصرات والثورة والصراعات والفقر والهجرة والفوارق الاجتماعيّة.
1. يوم جديد في صنعاء القديمة (A New Day in Old Sana'a):
قدّم فيلم يوم جديد في صنعاء القديمة (أول الأفلام اليمنيّة الروائيّة) تصويرًا فنيًا متقنًا لتداخل وتصادم القيم المجتمعيّة القديمّة والحديثّة، والذي أفضي في النهاية إلى تولد الاضطراب الاجتماعي. أمتازت القصة بالعمق والتعقيد، ومثلت تناقضات المجتمع اليمني ببراعة من خلال شخصيات متنوعة. أُنتج الفيلم عام 2005، وهو من تأليف وإخراج المخرج اليمني البريطاني بدر بن حرسي، ومن بطولة سحر الأصبحي، ودانيا حمود، ورضا خودر، وباول رومانو، ونبيل صبر.
2. الرهان الخاسر (losing bet):
سلط فيلم الرهان الخاسر الضوء على قضيتي التطرف والإرهاب بطريقة مؤثرة، حيث تم استعراض جذور وأسباب انحراف الشباب نحو التطرف والعنف، وتصوير السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يؤدي إلى تكوين هذه العقائد. تم إنتاج الفيلم في عام 2008، وهو من إخراج الدكتور فضل العلفي، وتأليف محمد صالح الحبيشي وعبد الكريم الأشموري، وبطولة كل من نبيل حزام، وعبد الكريم الأشموري، وعادل سمنان، وغيرهم.
3. ليس للكرامة جدر (Karama Has No Wall):
قدّم الفيلم الوثائقي القصير (ليس للكرامة جدر) والذي تم إنتاجه في عام 2012، صورة عن وضع اليمن خلال ثورة 2011، مسلطًا الضوء على الصعوبات التي واجهها الشعب والانتهاكات الإنسانيّة البارزة خلال تلك الفترة، وبشكل خاص أحداث جمعة الكرامة (18 مارس)؛ التي تُمثل نقطة التحول في التاريخ اليمني المعاصر. تَمكن الفيلم من الترشح لجائزة الأوسكار في فئة الأفلام الوثائقيّة القصيرة، وهو من إخراج وبطولة المخرجة اليمنيّة سارة إسحاق.
4. فيلم بيت التوت (Mulberry house):
"بيت التوت" واحدًا من الأفلام القصيرة المميزة في السينما اليمنيّة، تم إنتاجه عام 2014، وقامت ببطولته وإخراجه ايضًا سارة اسحاق. تَدور أحداث الفيلم حول تجربة المخرجة الشخصيّة، التي تعكس تداعيات ثورة 2011 في اليمن، ومدى تأثير الظروف السياسيّة والاجتماعيّة على نمو الشخصية وتطورها.
5. أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة (I'm Nujoom, 10 years old, and divorced):
استعرض فيلم (انا نجوم بنت العاشرة ومطلقة) والذي تم إنتاجه عام 2015، قضيّة حساسة تتعلق بزواج القاصرات والتحديات التي يواجهنها، بالإضافة إلى مواجهتهن لظاهرة العنف، وموقف القضاء والرأي العام من القضيّة. يَستند الفيلم إلى قصة حقيقيّة، وهو من إخرج خديجة السلامي، ومن بطولة ريهام محمد، وسوادي الكينعي، وعدنان الخضر، ومنيرة العطاس.
6. فتاة الميزان (Girl of Scale):
ناقش فيلم "فتاة الميزان" العديد من الرسائل التوعويّة والإرشاديّة التي تضمنها مشروع (الأسرة السعيدة اختياريّ)؛ أحد مشاريع منظمة سول للتنميّة. كان من أهم تلك الرسائل تنظيم الأسرة، وتوفير الحياة الكريمة للأبناء. عُرض الفيلم في 2016، وهو من إخراج عبد الله إبراهيم، وبطولة فؤاد الكهالي، وأمل اسماعيل.
7. اليمن: الحرب الصّامتة (Yemen: The Silent War):
يُسلط فيلم "اليمن الحرب الصّامتة" الضوء على حرب اليمن -التي انطلقت عام 2015- وأبعادها الكارثيّة، وأثرها المدّمر على نسيج المجتمع الاجتماعي والإنساني، وحياة اللاجئين في مخيمات أوبوك جيبوتي. أُنتج الفيلم في عام 2018، وهو من إخراج سفيان أبو لحوم.
8. 10 أيام قبل الزفة (10 Days Before the Wedding):
جسِّد فيلم "10 أيام قبل الزفة" الذي أُنتِج في عام 2018، فترة تاريخيّة مهمة، وهي حرب عام 2015، وما نجم عنها من تداعيات اقتصاديّة واجتماعيّة معقدة. رصد الفيلم تسلسلًا معقَّدًا من الأحداث، بدءًا من اضطرار الناس إلى ترك منازلهم نتيجة النزاعات، ومواجهة تجار الحرب، وتصاعد الصراع مع المليشيات المتطرفة والمتسلحة. أخرج الفيلم عمرو جمال، وقام ببطولته كل من سالي حمادة، وخالد حمدان، ومحمد ناجي.
9. المرهقون (The Burdened):
تَناول الفيلم الروائي الطويل "المرهقون"، المستمد قصته من حقائق واقعيّة، قضايا ملحة تتعلق بالظروف الاقتصاديّة الصعبة في اليمن، وسلط الضوء على انزلاق الأسر المتوسطة نحو دائرة الفقر، والتحديات التي نتجت عن هذا التدهور الاقتصادي، كما تناول مشكلة الإجهاض وتداعياته الاجتماعيّة بطريقة مؤثرة، وعبرت شخصية الطفل المجهض في الفيلم عن رمزية فقدان الأمل والتخلي عن الأحلام بالقوة. صدر الفيلم عام 2023، وهو من إخراج عمرو جمال، وبطولة خالد حمدان، وعبير محمد، وسماح العمراني.
وفي ختام هذا التحليل، يَظهر أمامنا بوضوح أن السينما اليمنيّة استعرضت جوانب متعددة من حياة المجتمع اليمني، إلا أننا نرى أن الأفلام لازالت بحاجة إلى توسيع آفاق رؤيتها الفنيّة لتعكس الواقع بشكل أكثر عمق وتفصيل، إلى جانب ضرورة مناقشة قضايا التغيير والتطرق إلى كيفية تحقيقها، لتعزيز روح التغيير الإيجابي ونشر رسالة الأمل والسلام في المجتمع.