المولات: نعمة أم نقمة؟

المولات: نعمة أم نقمة؟

كتب: محمد الضنبري

   في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا للأسواق التجارية (المولات)، والتي توفر فرصًا كبيرة للأعمال، مما يعكس حركة اقتصادية إيجابية. ومع ذلك، يبقى السؤال: كيف تؤثر هذه المولات على أصحاب المشاريع الصغيرة، مثل البقالات والميني ماركت، التي كانت ولا تزال مصدر دخل للعديد من الأسر؟ 

   يقول علي باحكوم، وهو صاحب ميني ماركت:

"صحيح الشغل ماشي، بس مش زي أول، بسبب سعر الصرف من جهة، والمولات من جهة ثانية! والزبون اللي كان يشتري مستلزمات أسرته، أصبح يفضل انتظار العروض، لأنها أرخص بالنسبة له، كما أن قوة الترويج في المولات أفضل بكثير من قدرتنا على المنافسة، وكل سنة يزداد الضغط علينا أكثر، لذا نحاول توفير منتجات بديلة تناسب الزبون".

   وحول مدى تأثير المولات على الأسواق التقليدية، يمكننا هنا أيضًا ذكر دراستين؛ الأولى بعنوان: "The Effect of Shopping Malls on Small Businesses: A Case Study of Kumasi City Mall"، والتي كشفت تأثير مول مدينة كوماسي في غانا على الأعمال الصغيرة المحيطة، حيث جذب عددًا كبيرًا من العملاء، مما أثر سلبًا على مبيعات المتاجر الصغيرة في المنطقة.

   أما الدراسة الأخرى فهي بعنوان "The Impact of Shopping Malls on Consumer Purchasing Behavior in Chennai"، والتي حللت تأثير المولات على سلوك المستهلكين في مدينة تشيناي بالهند، ووجدت أنها تقدم تجربة تسوق مريحة وممتعة، مما يدفع المستهلكين إلى تفضيلها على الأسواق التقليدية.

   على جانب آخر، ترى شركة "الاتجاه السليم" أن للمولات تأثيرات إيجابية متعددة، حيث تساهم في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات البناء، والتشغيل، والتسويق، والخدمات المساندة. 

   كما أن المولات تلبي احتياجات المجتمع عبر توفير خيارات تسوق متنوعة تحت سقف واحد، مما يوفر الوقت والجهد على المستهلكين. وتعزز من مكانة المنطقة التي تُقام فيها، إذ ترفع من قيمة العقارات المحيطة بها، مما يجذب المزيد من الاستثمارات.

خلاصة:

   لا شك أن للمولات آثارًا سلبية على المشاريع الصغيرة، إلا أن لها أيضًا فوائد اقتصادية واجتماعية، حيث توفر فرص عمل وخيارات تسوق متنوعة لفئات مختلفة، بما في ذلك الشباب والأسر ذات الدخل المحدود. ويبقى التحدي في تحقيق توازن عادل يراعي مصالح جميع الأطراف.