انجازات السينما اليمنية في المهرجانات الدولية 

كتبت/ أمل السبلاني 

   حققت العديد من الأفلام اليمنية نجاحًا كبيرًا سواء كانت قصيرة أو طويلة، مما أهلها للوصول إلى المهرجانات السينمائية الدولية، التي اعتُبرت فرصة لا تُقدر بثمن لصانعي تلك الأعمال، حيث ساعدتهم على بناء حياتهم المهنية والحصول على إشادة النقاد، إضافة إلى العديد من الجوائز.

   فيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة" (A New Day in Old Sana'a) للمخرج بدر الحرسي، حصد العديد من الجوائز في عدة مهرجانات سينمائية دولية خلال الفترة 2005-2006، أبرزها مهرجان مسقط السينمائي الرابع والمهرجان الدولي في واشنطن، إلى جانب مهرجان القاهرة ومهرجان الفيلم العربي في روتردام.

   أما الفيلم الوثائقي "ليس للكرامة جدر" (Karama Has No Wall) للمخرجة سارة إسحاق، فقد حقق نجاحًا كبيرًا على الصعيد الدولي وحظي بتقدير واسع، حيث عُرض في أكثر من مئة مهرجان وفعالية ومعهد سينمائي، وحصد عدة جوائز خلال الفترة من 2012 إلى 2013، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار في عام 2014 ولجائزة بافتا في اسكتلندا في عام 2012، كما كُرم من عدة جهات بارزة مثل قناة الجزيرة وجمعية الأمم المتحدة ومهرجان الفيلم العربي ومهرجان أدندوكس باسكتلندا.

   وحاز فيلم "بيت التوت" (Mulberry house) أيضًا إخراج سارة إسحاق على شهرة واسعة مماثلة لفيلم "ليس للكرامة جدر"، حيث عُرض في أكثر من خمسين مهرجانًا سينمائيًا مختلفًا، وحصد عدة جوائز منها جائزة مهرجان العالم الإنساني للأفلام في فيينا وجائزة الجمهور في مهرجان بيرويك بالمملكة المتحدة، كما تم ترشيحه لجائزة المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي ولجوائز مهرجان سالونيك، أحد أبرز المهرجانات السينمائية في منطقة جنوب شرق أوروبا.

   وعُرض فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" (I Am Nujoom, Age 10 and divorced) في دور السينما في ثمان مدن سويدية، وحقق نجاحًا كبيرًا في عدة مهرجانات دولية، حيث حصل على جائزة أفضل الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2014، وشارك في مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر عام 2015، كما عُرض في الأمم المتحدة وأيضًا في اليمن بشكل سري بسبب الحرب القائمة فيه.

   وشارك فيلم "فتاة الميزان" (Girl of Scale) للمخرج عبد الله إبراهيم بشكل رسمي في مهرجان سالينتو العالمي في إيطاليا عام 2016، وهو حدث عالمي برعاية اليونيسيف واليونيسكو.

   أما الفيلم القصير "اليمن: الحرب الصامتة" (Yemen: The Silent War) للمخرج سفيان أبو لحوم فقد حصل على عدة جوائز تقديرًا لجودته ومحتواه، وتم اختياره كأحد الأفلام الرسمية في مهرجان أفلام الشتات ومهرجان الأفلام الوثائقية (Doc La) ومهرجان الفيلم العربي، كما نال جائزة الاستحقاق في مسابقة الوثيقة المؤثرة (Impact Docs).

   وحصل الفيلم الدرامي الطويل "10 أيام قبل الزفة" (10 Days Before the Wedding) للمخرج عمرو جمال على عدة جوائز في عام 2019، أبرزها جائزة التحكيم الخاصة من مهرجان أسوان لسينما المرأة، وجائزتين لأفضل ملابس وإكسسوارات من مهرجان جايبور الدولي، وجائزة "اختيار الجمهور" من مهرجان سان دييغو ومهرجان الفيلم العربي في الأردن، إضافة إلى جائزة أفضل سيناريو من مهرجان كازابلانكا للفيلم العربي في المغرب، كما تقدم الفيلم للمنافسة في سباق الأوسكار لجائزة أفضل فيلم أجنبي في عام 2019.

   وتُوج فيلم "المرهقون" (The Burdened) بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان ديربان السينمائي الدولي في جنوب أفريقيا، وحصل على جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزتي أفضل إخراج وأفضل سيناريو في مهرجان فالنسيا، وجائزة التميز كأفضل فيلم روائي من لجنة التحكيم في مهرجان تايبيه السينمائي في تايوان، كما رُشح الفيلم لجائزة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية.

   تُعتبر مشاركة الأفلام اليمنية في المهرجانات الدولية إنجازات مهمة رغم قلة أعدادها، نظرًا للظروف والتحديات التي تواجهها اليمن، فهي نجحت في إيصال صوت المجتمع اليمني وتسليط الضوء على قضاياه الاجتماعية والسياسية والثقافية، وساهمت بشكل كبير في تعزيز صناعة الأفلام اليمنية وجذب الاستثمارات إليها، كما تحقق ذلك في فيلم "المرهقون" الذي كان من إنتاج يمني سعودي سوداني.