الابتزاز الإلكتروني دوافعه وأسبابه

تحليل اجتماعي-تقني/أمني

الابتزاز الإلكتروني دوافعه وأسبابه

كتبت/ أمل السبلاني 

   تُعد عمليّة الابتزاز الإلكتروني من أكثر الجرائم الإلكترونيّة انتشارًا، وتتم غالبًا عبر اختراق وسائل التواصل الاجتماعي والحصول منها على معلومات أو صور يتم مساومة الضحية عليها باستخدام أساليب الضغط والإكراه (خليفة، 2016، ص. 117).

   تبدأ العملية غالبًا عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، ثم التواصل معه عبر برامج المحادثات المرئية، ليقوم بعد ذلك المبتز بتسجيلها وما تحويه من محتوى فاضح أو مسيء للضحية، ثم تهديدها وابتزازها بطلب تحويل مبالغ مالية، أو تسريب معلومات سرية، أو القيام بأعمال مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد (مدين، 2020).

   وقد يكون الابتزاز الإلكتروني عبر نشر الأكاذيب حول شخص ما، أو نشر صور محرجة له على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال رسائل إلى الآخرين باستخدام هويته (Özsungur، 2022، ص. 364).

   يتطور الابتزاز الإلكتروني -بجميع أشكاله- عند تساهل الضحية في التعامل مع المبتز، وعدم اتباع الإجراءات الأمنية، وعدم اللجوء للجهات المختصة (خليفة، 2016، ص. 117).

دوافع الابتزاز الإلكتروني

   تتعدد الدوافع لدى مرتكبي جريمة الابتزاز الإلكتروني، من أهمها جني المال، أو الحاجة إلى تحقيق الذات، أو إثبات القدرة على التغلب على الأنظمة المعلوماتية والحماية المخصصة لها، وربما دوافع جنسية، وإلحاق الأذى النفسي بالضحية بشكل عام (سلبي، 2021، ص. 39).

   وقد لا تربط الجاني بالضحية التي يستهدفها أية معرفة أو علاقة، وقد يجهل تأثير الابتزاز الإلكتروني على حياته (to do if it happens, 2023). وأحيانًا يقوم به بدافع المزاح أو الدعابة، معتقدًا أن النتائج قد لا ترقى إلى درجة الجريمة (نصار، 2017، ص. 54).

أسباب الابتزاز الإلكتروني

   أرجع بعض الخبراء أن 88% من أسباب الابتزاز الإلكتروني تعود إلى الضحية نفسها، فغالبًا ما تكون هي من أوجدت وسيلة الابتزاز عند تجاوبها مع المبتز -طوعًا أو كرهًا- وتمكينه من الصور أو مقاطع الفيديو الخاصة بها. وتشمل أسباب جريمة الابتزاز الإلكتروني: انعدام الوازع الديني والأخلاقي لدى المبتز، زضعف مؤسسات التوجيه الديني والأخلاقي وعجزها عن أداء دورها، وغياب الرقابة الأسرية، وتطور التقنيات والبرامج القادرة على اختراق الهواتف والحواسيب الإلكترونية، الثقة بالعلاقات القائمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (سلبي، 2021، ص. 43-44).

   إلى جانب تهاون بعض الفتيات والنساء بإرسال صورهن للأشخاص غير الموثوقين (مدين، 2020)، وقلة الوعي بالأمن الإلكتروني، واختراق حسابات التواصل الاجتماعي، وعدم التأكد من محو المعلومات قبل بيع الهاتف أو الحاسوب، والبطالة وأوقات الفراغ بالنسبة للشباب، وقلة الوعي القانوني بعقوبة التهديد والابتزاز بشكل عام (صبري، 2023).

المراجع:

خليفة، إيهاب. (2016). حروب مواقع التواصل الاجتماعي. القاهرة: العربي للنشر والتوزيع. ص. 117.

سلبي، زهراء عادل. (2021). جريمة الابتزاز الإلكتروني: دراسة مقارنة. عمان: دار الأكاديميون للنشر والتوزيع. ص. 38-44.

مدين، محمود. (2020). فن التحقيق والإثبات فى الجرائم الإلكترونية. القاهرة: المصرية للنشر والتوزيع. ط1.

Özsungur، Fahri. (2022). Handbook of Research on Digital Violence and Discrimination. Pennsylvania: IGI Global. ص. 364.

to do if it happens. (2023). Cyber-Extortion: What to do if it happens and what it is. Retrieved from https://www.simaetbhatha.com/hc/en-us/articles/4404255807255

نصار، غادة. (2017). الإرهاب والجريمة الإلكترونية. القاهرة: العربي للنشر والتوزيع. ط1. ص. 54.

صبري، صالح. (2023). الابتزاز الإلكتروني: أبرز 8 أسباب للابتزاز مع الحلول والوقاية. Retrieved from https://faharas.net/cyberblackmail