التنمر الإلكتروني، هل هو إيذاء نفسي من نوع اخر؟

التنمر الإلكتروني، هل هو إيذاء نفسي من نوع اخر؟

ظاهرة حديثة الإنتشار، و على الرغم من أن ضحاياها من جميع الفئات بلا إستثناء، إلا أن غالبية تلك الضحايا من فئة النساء، ظاهرة التنمر الإلكتروني، والتي تؤثر كثيراً على كل من يتعرض لها، فالبعض يصاب بالإكتئاب، وأخرين وصلت بهم المضاعفات إلى حد التفكير بالإنتحار .

 هذا السلوك الغير السوي، والذي يستخدمه البعض دون أدنى وعي بما يقوم به، يعتبر جريمة مكتملة الأركان، لما فيه من أثر بالغ الخطورة، بالإضافة إلى كونه انتهاك لخصوصية الأخرين.

 مع الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في اليمن،تعاني أغلب النساء المتواجدات على الفضاء الرقمي من ظاهرة التنمر  الإلكتروني الذي يأخذ أشكالاً عديدة تحت غطاء حرية التعبير فيما يعرّف مختصون هذه الظاهرة بأنها "استخدام سلبي للتقنيات الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة والألعاب والهواتف المحمولة، بهدف إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم".

 يعد التنمّر الإلكتروني على النساء أحد أكثر جوانب الإساءة شيوعًا في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه ، ساهم ذلك في زيادة نسبة النساء في الفضاء الرقمي، حيث أدى وجود البعض منهن كالنشطات والصحفيات إلى قيام البعض بتصرفات تنمر هائلة .

 وعن أسباب وجود التنمر الإلكتروني على النساء حسب استبيان في مواقع south 24  للأخبار والدراسات : أشار 70% بأصابع الاتهام أولاً إلى “النظرة المجتمعية للمرأة وهويتها الرقمية (على شبكة الإنترنت)” كأهم سبب في حدوث التنمر الإلكتروني على المرأة في اليمن، وثانياً (69%) إلى “غياب القوانين الرادعة لهذه الظاهرة“، وثالثاً (48%) إلى “الاضطرابات النفسية لدى الطرف المتنمر“، أما “التجاذبات السياسية والسعي لإقصاء المنافسين والمنافسات” فقد حصلت على نسبة 17% فقط.

 تتعدد أشكال التنمر الإلكتروني فالبعض يستخدم التحرش والمضايقة على الضحية والبعض يلجأ لأساليب أخرى كتشويه السمعة أو انتحال الهُوِيَّة أو المطاردة الإلكترونية وغيرها..

 ومن الأثار المترتبه على هذه الظاهرة إصابة بعض ضحايا التنمر بموجات إكتئاب حادة، وقد يقدم البعض على الإنعزال تماما أو الإنتحار، وهذا ما يزيد الأمور خطورة، حيث تعتبر هذه التصرفات خطرة جدا على نفسية الضحية.