دور وسائل السوشيال ميديا في نشر المعلومات المضللة والمزيفة

تحقيق صحفي

دور وسائل السوشيال ميديا في نشر المعلومات المضللة والمزيفة

كتبت/ أمل السبلاني

   تُمكّن وسائل السوشيال ميديا من الوصول إلى البيانات المتنوعة بسهولة، لكنها تُشكّل مصدرًا غير موثوق، وتُعطي مجالًا للمعلومات المضللة والمزيفة، التي تظهر في ظروف غير محددة، عندما يعاني الناس من نقص المعلومات التي يبحثون عنها، وتنبع من دافع إثارة العاطفة أو التضليل السياسي، وقد تُستخدم كوسيلة لجني المال من خلال إيرادات الإعلانات وزيادة حركة المرور على الويب.

   وتُمثّل المعلومات المضللة خطرًا أكبر من الأخبار الخاطئة، لصعوبة مكافحة انتشارها وللآثار التي تُتركها، خاصة على المجتمعات ذات الأمية المعلوماتية.

   بخصوص الدور الذي تؤديه وسائل السوشيال ميديا في نشر المعلومات المضللة والمزيفة، يقول مذيع قناة الحوار ورئيس تحرير منصة العرب في بريطانيا (AUK) عدنان حميدان، في حوار مع منصة نون وشين: "يأتي هذا الدور لأنها تُشكّل المصدر الأساسي لتلقي المعلومة، خصوصًا لفئة الشباب، فهناك فئة محدودة جدًا من الناس ما زالت ترجِع للتلفزيون ووسائل الإعلام التقليدية، للتأكد من صحة ما يسمعونه أو يشاهدونه عبرها، وهذا أمر خطير جدًا، ويُساهم بترويج الأخبار الزائفة كأنها صحيحة".

   تُسهّل وسائل السوشيال ميديا نشر المعلومات المضللة والمزيفة من خلال خوارزمياتها، التي تضفي عليها نسبة عالية من المشاهدات والانتشار، وغياب التحكم والتدقيق فيها.

   وهذا ما أشار إليه الكاتب والصحفي اللبناني أيمن شروف، محرر لدى موقع رصيف: "السبب في انتشار الأخبار المضللة في مواقع التواصل الاجتماعي يأتي بسبب عدم التحكم والتدقيق فيها، فيُمكن لأي شخص أن يصنع قصة لا علاقة لها بالواقع، وينشرها على صفحته، ومن المحتمل تناقلها بشكل كبير، خاصة إذا كانت تستهدف فئة ما أو جماعة ما أو لها علاقة بالدين وغيرها من الأمور".

   وأضاف شروف قائلًا: "أصبحت هناك منصات متخصصة بمتابعة الأخبار الكاذبة والتدقيق بما يتم نشره، وتحاول مواقع التواصل قدر الإمكان الحد من هذه الأخبار، وتتبعها وتتبع ناشريها، لكن للأسف سنستمر في رؤية هذه الأخبار حتى لو كانت هناك جهود في محاربتها والحد منها"، معبرًا -حسب وصفه- بأن "من يصنع صورته، إن كان فردًا أو كيانًا، على وهم وكذب، لن يغير بين ليلة وضحاها إلى شخص واعٍ لمخاطر ما يفعله، ويترك كل ما بنى من صورة ومتابعين، أو يغير عن خطابه المضلل".

   ولمواجهة المعلومات المضللة عبر وسائل السوشيال ميديا، يجب أن نتخذ خطوات لتوعية الأفراد بأهمية التحري عن صحة المعلومات، والاستناد إلى المصادر الموثوقة، والتمييز بين الحقيقة والخيال، والاستفادة من مواقع التقصي عن الحقائق، مثل موقع "PolitiFact".

   كما يجب أن نسعى لإشراك الجمهور في المسائل المصيرية، والعمل على مكافحة التضليل بشكل جدي. وهذا يتطلب تقديم أمثلة عملية وتطبيقية على كيفية تحقيق هذه الأهداف، وتحديد بعض الآليات والأساليب والبرامج التي يمكن استخدامها لتعزيز الثقافة الإعلامية والمعلوماتية.

   أخيرًا، يجب أن نواجه بعض التحديات والصعوبات التي تعترض تطبيق هذه الحلول في الواقع، وكيفية التغلب عليها. وهذا يتطلب ذكر بعض العوامل التي تؤثر على مستوى الثقة بالمصادر الموثوقة، أو بعض العقبات التي تحول دون إشراك الجمهور بشكل فعال، أو بعض المقاومات التي تنشأ من قبل الجهات المستفيدة من التضليل.

   وعن دور الحكومة في مواجهة هذه المشكلة، أشار الصحفي رعد الريمي إلى أن أي دور لها من طرف واحد سوف يفشل نتيجة اصطدامه بحكومات مركزية واستبدادية، لذلك إشراكها يجب أن يكون من خلال التنسيق المباشر مع إدارة الوسائل الإعلامية والمنصات العالمية، بهيئة متخصصة، وفقًا لما هو معروف في كل بلد على حدة.