كيف ينجح التافه ويُحارب المتعلم!

كيف ينجح التافه ويُحارب المتعلم!

كيف ينجح التافه ويحارب المتعلم...!


   إذا سألك أحدهم: هل تتابع فلان؟ مع العلم أن هذا الشخص مشهور ويعمل أشياء لا قيمة لها (تافهة)، قد تسخر منه أو ترد عليه برد عنيف أو تضحك، ومهما كان الرد مختلفًا،  للأسف، كلنا تقريبًا ندعم التفاهة بطريقة أو بأخرى. لكن كيف؟!

   أثناء تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي في وقت الفراغ، أُلاحظ أنني والكثير من هم في سني نقف عند الفيديوهات الأكثر تفاهة لنشاهدها مرة أخرى، بل ونضع إعجابًا، وقد يتطور الأمر إلى تعليق، ومن ثم إلى مشاركة! خطوات بسيطة قد تراها لا تضر ولا تنفع، لكن الخوارزميات في مواقع التواصل لها رأي آخر. فهي تقوم تلقائيًا برفع هذا المحتوى ووضعه في قائمة الأكثر مشاهدة، مما يدفع المنصة إلى عرضه أكثر وأكثر. وبالتالي، فإن وصول أعلى ومشاهدات أكثر يساوي ربحًا أكثر، والشهرة تلقائيًا تساوي المال من المعلنين. هنا تتكون قاعدة جماهيرية لهذه التفاهة، وهو شيء قد يبدو مقبولًا طالما أنه لم يضر أحدًا ويستفيد!

   لكن عندما تستضيف القنوات هذا الشخص، هنا يقع الفأس في الرأس. تعرض القناة على جمهورها المحلي هذا المحتوى، فيشاهد المجتمع، وخصوصًا الأطفال، كيف أن لهذا الشخص القبول، وكل الحب والتقدير والمال أيضًا، وهو لا يعمل شيئًا إطلاقًا! هنا يتحول حلم ذلك الطفل إلى أن يصبح شخصية تافهة. ومن ثم نسأل أنفسنا: كيف نجح هذا الذي لم يقدم شيئًا للمجتمع؟ نعم، إنه الإعجاب والتعليق والمشاركة، أشياء بسيطة، لكنها قد تساهم في تدمير جيل كامل.

محمد الضنبري