واقع النساء في أماكن العمل في اليمن

واقع النساء في أماكن العمل في اليمن

واقع النساء في أماكن العمل في اليمن


في أماكن العمل في اليمن، بشكل عام، نادرًا ما تجد تمييز بين المرأة والرجل من ناحية الأجور أو المعاملة أو الترقيات. وهذا الشيء يعتبر من أهم ما يميز بيئة العمل في بلادنا، حيث لا يتم هضم حقوق المرأة إلا في حالات فردية. وغالبًا، ما يكون مرتبط بشخصية المرأة وقوتها وقدرتها على أخذ حقها والمطالبة به، لأن المرأة القوية هي التي تستطيع أن تطالب بحقوقها، وغالبًا ما تحظى بفرص أفضل!

   أما المرأة الضعيفة، فهي دائمًا ما تتعرض للتهميش وللمعاملة السيئة. بعكس الرجل الضعيف الذي قد يجد تعاطفًا أكثر، لكن هذا موضوع مختلف تمامًا، يتعلق بكيفية التعامل مع الأفراد بناءً على قوتهم أو ضعفهم، وليس بالضرورة تمييزًا قائمًا على النوع الاجتماعي. لذلك، من المهم فهم حقيقة أن قوة الشخصية تقدم دورًا كبيرًا في كيفية استجابة بيئة العمل مع الفرد، سواء كان رجلًا أو امرأة، وهذا يوضح لنا أن التمييز ليس القضية الوحيدة، بل كيف يتم التعامل مع الأشخاص بناءً على قدراتهم الشخصية.

     يرى الصحفي والناشط الحقوقي، محمد نائل أن اختلاف الأجر يعتمد على كفاءة الشخص ومقدار تعبه، ولكن حسب قوله أثبتت بعض الدراسات أن الجمال له طابع خاص بقبول الأفراد، ويدخل ضمن معايير زيادة الأجر، فكثير من الأشخاص يتعرضون للعنصرية المادية بسبب أشكال أجسادهم التي لم يكن لهم دخل في خلقها، وهذا بسبب الإنجذاب الفطري للبشر نحو الجمال مما يسبب الميل لإعطاء الأكثر للأجمل، بينما الأشخاص البسطاء يتلقون النسبة المتوسطة أو مادونها من الأجر.

   ويفسر الصحفي، رشيد المليكي أن السبب وراء المطالبة بحصول المرأة على حقوق متساوية مع الرجل في بيئة العمل، رغم عدم وجود تمييز فعلي، يعود إلى إملاءات بعض الجهات الداعمة، يقول: "كثير من الأعمال تنجز وفق هوى الداعم، حيث يتم تقييم الأنشطة وكتابة التقارير عن الفجوة في الأجور لصالح الذكور، وإقحام مفردة الذكورية بـ "الصميل"، لكن الوضع الحقيقي هو أنه هناك إشكاليات كثيرة وقضايا أهم وذات أولوية تواجه المرأة اليمنية، لا يتم شرحها كما يجب، ولأنها ليست دولية، لا تلقى الاهتمام والدعم المطلوب".

   ويضيف المليكي أنه عمل مع بعض النساء، ووجد أن لديهن فرصًا أكبر بحكم أهمية وجودهن على الشاشة أو في المؤسسة، ويتم تفضيلهن حتى لو كان مستواهن المهني أقل من الرجل، وهذا يؤدي بدوره إلى عدم شعور بعض النساء بضرورة تطوير مهاراتهن، حيث يعتقدن أن مجرد وجودهن كنساء هو الأولوية. ومع ذلك، قد يخلق هذا وضعًا جيدًا، ولكنه أيضًا يساهم في ظهور أزواج سلبيين أو آباء جشعين يحرمونهن من الزواج والاستقلالية، مستفيدين من ما تجنيه. 

   وأشار المليكي إلى أنه يعرف قصصًا واقعية تؤكد ما ذهب إليه، وأنه طيلة فترة عمله في خمس جهات، لم يلاحظ أن هناك نوعًا من التفضيل لأنه ذكر، بل ربما العكس. وعلى الرغم من أن بعض النساء قد يشعرن أحيانًا بالاستياء لعدم حصولهن على حصة أكبر من العمل، إلا أن هذا يمثل انطباعًا وأفكارًا شخصية محدودة. لذا، يؤكد أن هناك دائمًا زوايا وجوانب يمكن قراءتها في وضعنا المحلي، وقصص بعيدة عن العناوين العريضة المطروحة دوليًا. وهذه التحديات تعكس واقعًا معقدًا يحتاج إلى مزيد من الفهم والدعم.