اليمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 

تقرير تحليلي

اليمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 

كتبت/ أمل السبلاني 

   تُعرف التنمية المستدامة بأنها نهج تنموي يسعى لتحقيق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل، دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. 

   اكتسب المفهوم أهميته العالمية بعد صدور تقرير "مستقبلنا المشترك" في بروتلاند عام 1987، لتُعلن لاحقًا في عام 2000 أهداف التنمية المستدامة بمشاركة (181) دولة، حددت ثمانية أهداف رئيسية تمتد حتى عام 2015، قبل أن تتوسع لاحقًا لتشمل 17 هدفًا تشكّل خارطة طريق عالمية نحو القضاء على الفقر وتعزيز العدالة والمساواة وحماية كوكب الأرض.

   تقوم فلسفة التنمية المستدامة على مبدأ الشمول، إذ لا يمكن لأي دولة تحقيق النمو بمعزل عن غيرها، بل يتطلب الأمر تعاونًا عالميًا وجهودًا مشتركة على المستويين الإقليمي والدولي.

   ورغم مرور أكثر من عقدين على إطلاق هذه الأهداف، إلا أن تقارير التنمية المستدامة في اليمن تشير إلى أن معظمها لم يتحقق بعد، نظرًا للتحديات والعوائق المتعددة التي ما تزال قائمة، وفي مقدمتها الوضع الإنساني المعقد والأزمات الاقتصادية المتراكمة.

   في هذا السياق، تؤكد مؤسسة التنمية المستدامة في اليمن، من خلال مدير برامجها عدي الحملي، أن المؤسسة تعتمد في عملها على خطة استراتيجية خمسية مستوحاة من أهداف التنمية المستدامة، تسعى من خلالها إلى تطوير تدخلاتها ومشاريعها بما يتناسب مع احتياجات الواقع اليمني.

   يقول الحملي إن المؤسسة ترى في أهداف التنمية السبعة عشر "خارطة عمل إنسانية وتنموية تسعى لإحداث أثر إيجابي حقيقي في حياة الناس".

   وتركز في الوقت الراهن على خمسة أهداف أساسية هي: مكافحة الفقر، دعم التعليم، نشر الحماية، تعزيز الوضع الصحي، وتهيئة بيئة آمنة للمستفيدين. وقد استطاعت، بحسب الحملي، تحقيق تقدم ملموس منذ بدء تنفيذ خطتها في عام 2021، على أن تكتمل المرحلة الحالية بحلول عام 2025.

   يعزو الحملي هذا التقدم إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية؛ داخليًا، أسهمت الخبرات التراكمية والدروس المستفادة من فرق العمل في تعزيز كفاءة الأداء، فيما شكل الدعم الخارجي من المانحين والشركاء الدوليين عنصرًا أساسيًا في توسيع نطاق المشاريع وتحقيق الاستدامة.

   ويضيف أن مبدأ "توطين العمل الإنساني" الذي بدأ كمفهوم عالمي، أصبح اليوم واقعًا عمليًا تتبناه المؤسسات المحلية، ما أتاح لها قيادة كثير من المبادرات التنموية بشكل مباشر وفعّال.

   تنتشر تدخلات المؤسسة في عدد من المحافظات اليمنية، من بينها حجة، والحديدة، وصنعاء، وذمار، والمحويت،  إب، وأبين، وعدن، ولحج، حيث تسعى إلى تحسين حياة الفئات الأشد احتياجًا، وخلق بيئة أكثر استقرارًا وإنصافًا.

   ويرى الحملي أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في اليمن يتطلب تضافر الجهود بين مختلف المستويات، الحكومية، والإنسانية، والمنظمات المحلية والدولية، والدول المانحة، مؤكدًا أن خطوات اليمن في هذا المجال وإن كانت بطيئة، إلا أنها تسير بثبات نحو الأمام.